كتاب التوحيد
1- باب حق الله على العباد وحق العباد على الله.
وقول الله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات:56
وقوله:( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) النحل 36.
وقوله:( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) الإسراء 23
وقوله :( واعبدوا الله ولا تشركو به شيئا )النساء 36
وقوله: ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا )الانعام 101-103
قال ابن مسعود : من أراد أن ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى:( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا) الى قوله : ( وأن هذا صراطي مستقيما ).
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم غلى حمار فقال لي : ( يا معاذ؟ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟) قلت : الله ورسوله أعلم، قال : ( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا)،قلت: أفلا أبشر الناس؟ قال ( لا تبشرهم فيتكلوا) أخرجاه في الصحيحين
.....................................................................................................
قال العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:
التوحيد: مصدر وحد يوحد توحيدا: إفراد الله بالعبادة.
قال تعالى :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) هذه هي الحكمة الشرعية من خلقهم فلم يخلقهم ليكثر بهم من قلة، كما أنه خلقهم ليبتليهم أيضا. كما قال تعالى:( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )الملك:2
وليعلموا صفاته كما قال : ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) الطلاق:12
فخلقهم ليعلمه أنه الخالق الرازق ، وابتلاهم بالأوامر والنواهي والتكاليف ليعبدوه على بصيرة، ولأجل هذا بعث الرسل وأنزل الكتب ليعلموا حقه ويتمسكوا به.
( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ).
أي : اعبدوا الله وحده واجتنبوا الطاغوت.
والطاغوت: ما عبد من دون الله وهو راض، أما ما عبد من دون الله وهو لا يرضى بذلك كالرسل والأنبياء فليسوا بطاغوت لأنهم لم يأمروا بذلك.
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)
أي : أمر وأوصى أن لا تعبدوا إلا الله لأنه المستحق للعبادة، فـ(لا إله إلا الله) أي لا معبود بحق إلا الله فاعبدوه وحده ةلا تشركوا معه في عبادته أحدا من نبي أو ملك أو ولي أو غير ذلك.
فعلى الإنسان أن يحذر من الشرك كله.
( واعبدوا الله ولا تشركو به شيئا ) ،( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا )
أي قل يا أيها الرسول : تعالو أيها الناس أخبركم وأقص عليكم ما حرمه الله عليكم وأتل على علم يقين لا عن شك وظن، وأول هذه المحرمات الشرك و(لا) صلة . فحرم الشرك كما حرم المحرمات ، وأعظم هذه المحرمات هو الشرك بالله.
والشرك : هو صرف اي نوع من أنواع العبادات لغير الله.
واشتملت هذه الآيات على عشرة أمور:
1) الشرك
2) الإحسان إلى الوالدين ، وذكرهما بعد ذكر حق الله يدل على عظم حقهما ، والإساءة إليهما من أجرم الذنوب والمعاصي ، وقرنهما الله بحقه في غير ما آية.
3) عدم قتل الاولاد
4) عدم قرب الفواحش من الغيبة والنميمة زالزنا والسرقة وغيرهما.
5)عدم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
6) عدم أكل مال اليتيم واليتيم هو الذي مات ابوه قبل الاحتلام.
7و الكيل والوزن بالقسط
9) الوفاء بعهد الله
10) العدل
والمقصود بعهد الله ما اوصى به من عبادته وعدم معصيته وافراده، والفواحش هي المعاصي وسميت هكذا لأن العقل والفطرة السليمة ينكرانها....
والوصية: وهو الأمر المؤكد، أوصى بشيء إذا أكده.
والعقلاء: هم الذين يعقلون هذه الأمور ويلتزمونها بعقولهم.
( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ).صراط الله: هو فعل الأوامر وترك النواهي والإخلاص له ، فعليهم أن يستقيموا عليه ويلتزموا به.
( ولا تتبعوا السبل) والسبل: هي البدع والاهواء والشهوات المحرمة. وذكر التعقل أولا لأن العبد يتفكر أولا ثم يتأمل فيعرف ويتذكر ثم يتقي فيعمل بما ينفعه ويترك ما يضره ويغضب ربه.
قال ابن مسعود : من أراد أن ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه....
اي كأنه كتبها وختمها بختمه ، فهذه وصية الله وهي وصية من رسوله صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة أسفوا لما أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يوصي ثم ترك ذلك.
وذلك حين أراد ان يوصي قال بعضهم أحضروا كتابا وقال بعضهم لا تشغلوه وهو مريض ، فأمر بإخراجهم وقال : ما ينبغي عندي التنازع.
قال ابن عباس : إن الرزية كل الرزية ما حال بين الرسول وبين أن يكتب الوصية.
وجاء في الحديثث : ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:( ألا تبايعوني على هذه الآيات؟)
وعن معاذ رصي الله عنه قال : كنت رديف النبي عليه الصلاة والسلام على حما رفقال......
فب الحديث : تواضع النبي عليه الصلاة والسلام وحسن خلقه من وجوه:
كونه راكب على حمار ، وكون له رديف ، ومحادثته لمعاذ رديفه بخلاف ما يفعله بعض المتكبرين.
وفيه: إخراج الفائدة والحكم بصيغة السؤال وهذا له وقع في قلب السامع ويكون متهيئا ومتحمسا للجواب بخلاف ما لو ذكر الحكم ابتداء فربما لم ينتبه له.
وقوله : الله ورسوله أعلم.
فيه حسن خلق معاذ حيث لم يتكلف ما لا يعلمه ، وهذا هو الواجب أن يقول : لا أدري ، أو الله ورسوله أعلم في حال حياته اما بعد وفاته يقول الله اعلم أو لا أدري ولا يقول الله ورسوله اعلم ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام لا يدري ما أحدث الناس بعده كما في حديث الحوض حين يقول : " أصحابي أصحابي فيقال له : إنك لا تدري ما أحدث الناس بعدك" أ.هـــ
وتم كتابتها يوم الإثنين 26 جانفي 2009
يتبع ان شاء الله...../.....