- وعلى الداعية أن يدعو إلى الله تعالى لا إلى نفسه أو جماعة معينة ، وفي المعني يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : لا ينبغي أن يكون داعية لشخصه، بل يجب أن يكون داعية إلى الله: فلا يهمه أن ينتصر، أو أن يقبل قوله في حياته، أو بعد مماته، المهم أن ما يدعو إليه من الحق يكون مقبولاً لدى الناس، سواء في حياته، أو بعد موته،
4- الإيثار وعدم الشح ، فقد امتدح الله تعالى أهل الإيمان فقال : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9)
- التجاوز عن الهفوات والزلات وعدم تتبعها ، وإساءة الظن بها ، بالواجب العفو والصفح عنها
لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات
قال بعض أهل العلم : ( الأمام أبو حامد الغزالى رحمه الله )
(( وهفوة الصديق لا تخلو إما أن تكون في دينه بارتكاب معصية أو في حقك بتقصيره في الاخوة أما ما يكون فى الدين من ارتكاب معصية والإصرار عليها فعليك التلطف في نصحه بما يقوم عوده ويجمع شمله ويعيده إلى الصلاح والورع … أما تقصيره فى حقك الأولى العفو والاحتمال فقد قيل ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذراً فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك فتقول: لقلبك ما أقساك يعتذر إليك أخوك سبـعين عذراً فلا تقبله فأنت المعيـب لا أخوك )) انتهى كلامه رحمه الله.
والواجب على المسلم كذلك : إحسان الظن وحمل الأمور على المحمل الحسن وإيجاد الأعذار ، والمسلم مأمور بالبعد عن إساءة الظن قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات:12)
6- إفشاء السلام ، فهو طريق المحبة بين المسلمين قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم .
قد يمكث الناس دهرا ليس بينهم ودٌ فيزرعه التسليم واللطف
7- الحذر من هجر المسلم والتقاطع والتدابر ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) . وقال صلى الله عليه وسلم : "لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً " . رواهما البخاري ومسلم .
فعلى المسلم أن يزور أخاه ويتعاهد زيارته فهي من حقوق المسلم على أخيه المسلم ، وهي سبب لمحبة الله تعالى ، ففيا لحديث : ( حقت محبتي للمتحابين فيَّ )
8- البعد عن الجدل والمراء ، لما يترتب عليه من إيغال الصدور ، وبث المشاحنات والعداوات وحب الانتصار للنفس ، وتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
أنا زعيمُ بيت في ربض الرجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً) الحديث رواه أبو داود وحسنه الألباني
9- اعلم أن أهل الإيمان أخوة وهم كالجسد الواحد وأن المتحابين على منابر من نور قال الله تعالى : { إنما المؤمنون أخوة } سورة الحجرات وقال الله عز وجل فى الحديث القدسي.(( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (( مثل المؤمنين في توادهم وترحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) رواه مسلم.
10- تعاون الدعاة فيما بينهم قال ابن عثيمين رحمه الله : ومن آداب الدعاة التي يجب أن يكونوا عليها:تعاونهم فيما بينهم: ولا يكن همّ الواحد منهم أن يقبل قوله ويُقدم على غيره، بل يكن همّ الداعية أن تُقبل الدعوة، سواء صدرت منه، أو صدرت من غيره، ما دُمتَ تريد أن تعلو كلمة الله، فلا يهمنك أن تكون من قِبَلكِ، أو من قِبَلِ غيرك،
11- إشغال النفس بذكر الله تعالى ، وما تستطيعه من أنواع الطاعات ، وعدم ترك النفس بلا شغل ، فإنك إن لم تشغلها بالطاعة شغلت بالمعصية .
ولنحذر أيها الدعاة من الأسباب المؤدية للحسد وإغارة الصدور ومن أهمها :
• ضعف الإيمان بالله تعالى والصلة به ، وعدم الرضا بقضائه وقدره وما قسمه للعبد ،
• حب الدنيا والتنافس على نعيمها وزخارفها الزائلة ، قال الحسن البصري – رحمه الله - :"من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره".
• حب الظهور والعلو على الغير ، وحب الرياسة وطلب الجاه ، والمدح من الناس
• الكبر ، والإعجاب بالنفس في الحديث : ( ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ) السلسلة الصحيحة (1802)
• الظن السيئ بالمسلمين ، وهجرهم ، وإشغال النفس بالكلام فيهم وذكر عيوبهم ...
فيا أيها المسلم كن سليم الصدر ، فإنه ينفعك في يوم أنت أحوج ما تكون إليه ، هناك : يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء