هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
غرباااااء
منتدى إسلامي على منهج أهل السنة والجماعة
اللهمأنت ربى لا إلهإلا أنت ، خلقتنىو أنا عبدك ،و أناعلى عهدك ووعدك ما إستطعت..أعوذبك من شر ما صنعت ، أبوء لكبنعمتك على ، و أبوءبذنبى ، فإغفر لى فإنهلا يغفر الذنوب إلاأنت
اللهم إنىأعوذبك من الهم و الحزنو أعوذ بك من العجز و الكسل ، و أعوذبكمن الجبن و البخل ، و أعوذ بك من غلبه الدين و قهر الرجال
دعاء المكروب: اللهم رحمتكأرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين اصلح لي شاني كلهلاإله إلا أنت الله ، اللهربي لاأشركبه شيئاً
عدد الرسائل : 709 : نقاط : 309 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/12/2008
موضوع: روح وريحان الجمعة يناير 09, 2009 12:56 pm
روح وريحان
ثمة ثقل هبط على صدرها .. فراح يعلو ويهبط .. تلهج أنفاسها .. تحاول أن تتعلق بالحياة .. يوسدها زوجها صدره .. تطل مدامعه من محاجره .. يرشح جبينها حبات عرق قوية .. فيتغشى وجهها بغلالة من الماء .. عيون الأبناء تتعلق بالسماء .. يجلس ملك الموت عند رأسها .. يرفق بروحها المؤمنة : ــ
اخرجى لروح وريحان ورب غير غضبان .. تقوى حبات العرق .. يرخى الموت عليها سدوله .. تلج حياتها فى موتها برفق .. يلهج زوجها بالشهادة .. تنتزعها من حنجرتها .. بين دقات قلبها تتباعد المسافات .. تذبل بفعل الموت .. يجتمع لروحها كل أمنها .. فتلقى السلام على جسدها .. وتزل كما تزل القطرة من فى السقاة .. تغوص برفق فى السكون الأبدى .. يطلق قلبها أوهن دقاته .. يبذل آخر دقة يمتلكها .. غدت الى فرحة الملائكة بها .. همس زوجها يناديها .. ألجمها الموت فلم تجب .. آب وجهها فجأة الى حاله قبل موتها .. بل قبل مرضها .. فكانت فى موتها أجمل ماتكون .. ترتجف شفاه الأبناء .. تفرش العبرات وجوههم .. تنتشر أصوات نحيبهم فى المكان .. يملأ زوجها عينيه بوجهها .. يمددها .. ينحنى عليها ليضع آخر قبلة بين عينيها .. مد يده ليسجيها .. ليغيب عنه وجهها طويلا .. يتكلف لامساك دموعه .. يكظم غصص الجوى الذى يشطر قلبه ويقطع نياطه ..يخفى فى فؤاده ما يأبى الا أن يبدو على جوارحه .. يلوى رقبته صوب أبنائه .. يحدّق فيهم بعينين يجول فيهما الأسى والأنين لكأنهما عينان من عالم آخر .. فى شجن ثقيل عطف ينتزع الكلما ت من حلقه : ــ فيم الحزن ياأحبة ..؟؟ لا يذهبن بكم الحزن مذاهبه .. ان شدة الجزع عند المصيبة من شيم ضعاف النفوس .. وانما ضعاف النفوس غيرنا.. اصبروا واحتسبوها عند الله .. تهانف .. لم يقو على مغالبة دموعه .. فارت من عينيه .. جعل يضيف من خلالها : ــ انها فرطنا الى جنة ربنا .. انها والله مضت آخذة معها كل كرامة .. أخذت نورا يأتى على ظلمة قبرها .. أخذت مايسكن روعها ويثبت فؤادها يوم تنسل الخلائق من أجداثها .. أطرق حينا .. تفرس وجوه أبنائه .. وجدت كلماته اليها سبيلا .. فرقّ حزنها ولان جزعها وبدأ الهدوء يدب على قسماتها .. فأضاف : ــ
انها صلت خمسها .. وصامت شهرها .. وأطاعتنى .. وحفظت فرجها .. انها كثيرا ما تنفلت .. صامت الهواجر .. وصفّت قدميها بين يدىّ الله فى الليالى الطوال .. أين تلكم الأيام وأين سواها .. ؟؟ سحبت الكلمات ذاكرته الى الوراء .. منذ أن جمعت السماء شملهما كان يترفق بها .. كانت ودودة للغاية .. كان يحسن عشرتها .. كانت شفوقة بطبعها .. كان حبها ينبض على الدوام بين جدران فؤاده .. كانت تعشقه .. عهدها طيبة القلب حسنة الذوق .. أولدها ثلاثة فتية وزهرتين طالما تحركت الألسن بسيرتهم الذكية .. فمثلهم فخار لأبويهم .. تجمع حب السنين فى قلبه .. قرصه الندم على كلمة ضجر أسمعها إياها مرة أو أكثر .. فاسترسل فى نفسه لائما لها : ــ أواه ياحبية لو علمت أن لحظة موتك الرهيبة المطمورة خلف الأيام كانت تمتطى أيامى وتنتظرنى .. ماأسمعتك مرة كلمة عتبى.. وما نسجت أفاعيلى فى صدرك لحظة كآبة .. تذكر .. لقد بذل قصاراه كيما يجلل أيامها بفيض حبه .. وينسمها بأريج أبوته .. ويرسم فى نفسها صورة الأخ والصاحب .. فلانت مشاعره .. وهدأت نفسه .. وسكن مقراص التبكيت ..
واسترسل : ــ لن أنفيك من ذاكرتى ..سوف تبقين ماحييت بين الحنايا والثنايا .. وسأبقى متجرعا غصص الشوق اليك والوجد عليك .. فما أعظم شقوتى بعدك .. حرك جواه جسده .. فانتصب واقفا.. باسطا يده وبصره الى السماء.. وبينما تتسابق مآقيه فى ذرف عبراته .. قصد رحمة ربه : ــ اللهم انى عنها راض .. وأيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة .. اللهم أسكنها الفردوس الأعلى .. وفجأة .. وفى صمت يحوى كما هائلا من الكلمات السعيدة نظر الى أبنائه ونظروا إليه ... حيث انتبهوا على أريج روحها يداعب أنوفهم .. فأحسوا ببشاشة الحال .. (( ياأيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى )) ة .