هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
غرباااااء
منتدى إسلامي على منهج أهل السنة والجماعة
اللهمأنت ربى لا إلهإلا أنت ، خلقتنىو أنا عبدك ،و أناعلى عهدك ووعدك ما إستطعت..أعوذبك من شر ما صنعت ، أبوء لكبنعمتك على ، و أبوءبذنبى ، فإغفر لى فإنهلا يغفر الذنوب إلاأنت
اللهم إنىأعوذبك من الهم و الحزنو أعوذ بك من العجز و الكسل ، و أعوذبكمن الجبن و البخل ، و أعوذ بك من غلبه الدين و قهر الرجال
دعاء المكروب: اللهم رحمتكأرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين اصلح لي شاني كلهلاإله إلا أنت الله ، اللهربي لاأشركبه شيئاً
عدد الرسائل : 13 البلد : حاسي مسعود العمل/الترفيه : عامل عادي العمر : 28 : علم الدولة : نقاط : 39 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/12/2010
موضوع: (((@**عبد السلام الأسمر تحت الخط الأحمر**@))) الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 9:02 am
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه :
أما بعد .
فقد ذكرت في الحلقة السابقة مقدمة مختصرة عن عبد السلام الأسمر ونسبه وشيء مما ابتلى به أهل بلادنا الحبيبة من جراء ما جاء عنه
وأما في هذه الحلقة فأشرع في ذكر ما يزعم أنها من كرامة ظهرت على يديه والتعليق عليها والمتأمل لها من العقلاء يعلم سخف العقول التي قبلتها
قصة البندير السماوي
جاء في فتح العلي الأكبر في تاريخ حياة عبد السلام الأسمر صـ 28 :
(( ثم أتاه شيخ بالاذن من أولياء الله وهو في السجن على صورة طير يطير في الهواء ، وصفق بجناحيه وغرّد ثلاثا ؛ فلما سمع الشيخ وهو بالسجن ، خرق السجن وطار ونزل على شجرة ، فنزل عليه بندير وفيه خمسة أوتار وخمسة جلاجل من عند أهل الله فهبط وهو في يده اليمنى .
فتعجب من ذلك ، وشاع الخبر حتى وصل شيخه الدوكالي فبالغ في الإنكار عليه حتى قال : لا يسوغ ضرب البندير مطلقاً ! نزل من السماء أو خرج من الأرض .
فتغير سيدي عبد السلام وبكى بكاء شديداً ؛ وجعل الدف على ظهره ، وقصد الشيخ الأستاذ سيدي فتح الله أبا رأس القيرواني . [ وهو شيخ الشيخ الدوكالي ، كما سيأتي – من كلام الناشر ] فلمّا وصل إليه جلس بين يديه وذكر له ما وقع مع شيخه إليه ذكر له من أمر إنكار الشيخ الدوكالى فتغير الشيخ فتح الله وبكى ثم ركب فرسه والشيخ عبد السلام يمشى خلفه راجلا حافيا في يوم حر إلى أن وصلا الشيخ الدوكالى فوجداه يتوضأ لصلاة الظهر فصليا معه جماعة
ثم قال الشيخ فتح الله ما بالك مع تلميذك عبد السلام فقال له : ابتدع وركبه الجنون ورفض مذهب أهل السنة وطريقة الكتاب والسنة وعبد السلام خالف ذلك فسكت الشيخ فتح الله ساعة ثم قال معذور من ذاق الشراب و لذائذه ومعذور من لا ذاقه وانت يا عبد السلام أرنا دفك واضربه لنسمعه فأخرجه وانشد يقول
نبكى من الغبن ياسلطان الحضرة
دارونى فى السجن وكبلونى فى قعره
راه ما يهز القصر إلا ولي القدرة
والشوق مع الحب هزاز للفقرة
و إذا بالشيخين قد أخذهما الجذب والارتعاش وقاما يرقصان فأما الشيخ الدوكالى فقد أغمى عليه وسقط على الأرض يتقلب يمينا وشمالا نحو الساعتين وأما الشيخ فتح الله فقد بقى قائما يميد كالسكران تم قال الشيخ الدوكالى يا عبد السلام قد صرح لك أهل السموات والأرض في ضرب البندير أنت ومن تبعك وما قلت لك هذا إلا بإذن من الله ورسوله وجميع أنبيائه و أوليائه والملائكة والجن والطير والوحوش والحور العين وكل ناطق وجامد .فمن دلك الوقت سلم له الشيخ الدوكالى واعترف بفضله وصار لا يقدر على فراقه.
وكان رضي الله عنه إذا أنشد وضرب يهتز كل من حوله حتى الجوامد . )) ا . هـ
إن الله تبارك وتعالى منّ عليك أيها المسلم بنعمة عظيمة هي مبعث النبي الأمي صلى الله عليه وسلم وأخرجك من عبادة غير الله إلى عبادة الله وحده لا شريك له قال تعالى { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [1] فلا تقابل نعمة الله كفرا ، وأي كفر بنعمة الله أعظم من التهاون بأمر التوحيد الذي أولاه النبي صلى الله عليه وسلم كل اهتمام فقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم سنين دعوته كلها يدعو إلى التوحيد ويحض عليه ويحذر من الشرك وينهاه منه من أول كلمة طرقت أسماع المشركين حين قال (( يا قومي قولوا لا إلا الله إلا الله تفلحوا )) إلى قبيل قبضه إلى الرفيق الأعلى وهو يحذر وينذر ويخوف الناس قال صلى الله عليه وسلم (( لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ )) [2] .
فيا أيها الليبي يا أخي يا من ابتليت بهذه الخزعبلات أتترك دعوة نبيك التي جاهد فيها في الله حق الجهاد لأجل أن تكون موحدا تعبد الله وحده لا شريك له وتتعصب لهؤلاء لأولياء الذين ما أنزل الله بهم من سلطان و لسنا ندري صدق ولايتهم
تأمل وتفكر فأني أخاف أن تعذب في النار إن قبلت هذا الدجل المخالف للكتاب والسنة يا من ربيت على مثل هذا الكلام أيقبل هذا الكلام عاقل ؟
أين ذهب عقلك وأنت تعتقد بأن الأسمر يُقدر وينفع في الشدائد { أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } لا إله إلا الله .
لا ينفع إلا الله لا يضر إلا الله وعبد السلام الأسمر ما هو إلا عبد لا يملك لنفسه ضرا ولا رشدا الأنبياء لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا رشدا فكيف بغيرهم فقد أمر الله تبارك وتعالى وتعالى نبيه أن يخبرنا بأنه لا يضر ولا ينفع ولا يجير من الله أحد قال الله تبارك وتعالى قل - أي محمد صلى الله عليه وسلم للمشركين - { قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (*) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } [ الجن ( 21/22 ] .
أين ذهب عقلك وأنت تعتقد أن هذا الأسمر يرفع ويخفض ويطير وينزل عليه بندير من الجنة ! ؟ لماذا تتشبث بالسراب وتقاتل لأجله ؟
إني أعذك بالله أن تقول مقالة المشركين الأوائل حين قالوا { إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ }
فإن جادلت وقلتَ : هذه كرامة وقد حصل للأنبياء كرامات وللأولياء ونحن نقبل كرامات الأولياء
فيقال :
كل يدعي وصلا لليلى .. وليلى لا تقر لهم بذاك
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
((فليس كل من ادعى ولياً يكون صادقاً في دعواه لأن الله عز وجل أعطانا ميزاناً قسطاً عدلاً في بياننا للولي فقال جل وعلا { ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون } فمن ادعى الولاية نظرنا في حاله إذا كان متصفاً بهذين الوصفين الإيمان بالله عز وجل والتقوى له ولا يتم ذلك إلا بالاستقامة على أمر الله فإنه يكون ولياً فإذا كان ولياً لا يمكن أن يدعي لنفسه أنه ولي لأن من جملة الولاية أن يكون الإنسان لا يزكي نفسه فإن تزكية النفس محرم محرمة لقوله تعالى { فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى } والولي الصادق يحب أن تكون عقيدته وأن يكون قوله وأن يكون فعله مع الله وحده بحيث لا ينشره أمام الناس مرائياً به عباد الله لأنه متقي لله ومعاملته خالصة لله وهي بينه وبين ربه ثم إن المرائي التي ترى في المنام إن لم يشهد لها الشرع بالصحة فإنها رؤيا باطلة لا عمل عليها فإن شهد لها الشرع بالصحة فالعمل على ما جاء على ما اقتضاه الشرع لا على هذه الرؤيا نعم يعمل بالمرائي في غير إثبات شئٍ من الدين لأن إثبات شئٍ من الدين يقتضي أن يكون الدين ناقصاً إلا بهذه الرؤيا التي ادعاها من رآها)) [3]
وما أحسن ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله
إذا رأيت المرء قد يطيرُ*** وفوق ماء البحر قد يسيرُ
ولم يقف عند حدود الشرعِ ***فإنه مستدرج أو بدعِى
إن الكرامة آية من آيات الله يظهرها الله على ولي من أولياءه ليثبت به الذين ءامنوا فعلى ماذا ثبت الله هذا الأسمر ؟ على ضرب الدفوف والبندير والكفوف أما علمت أيها الأخ الكريم أن الهندوسي له أظهر من هذه الكرامات فمنهم من يمشي على الجمر ومنهم من يضرب نفسه بالسكاكين ولا يتأثر كل ذلك بالاستعانة بالسحر فأي كرامة نالها الأسمر وهل أقوال الأولياء هؤلاء حجة بذاتهم أم أن الحجة الكتاب والسنة !؟
قال ابن تيمية رحمه الله :(( كان عمر رضي الله عنه يشاور الصحابة رضي الله عنهم ويناظرهم ويرجع إليهم في بعض الأمور وينازعونه في أشياء فيحتج عليهم ويحتجون عليه بالكتاب والسنة ويقرهم على منازعته ولا يقول لهم : أنا محدث ملهم مخاطب فينبغي لكم أن تقبلوا مني ولا تعارضوني فأي أحد ادعى أو ادعى له أصحابه أنه ولي لله وأنه مخاطب يجب على أتباعه ان يقبلوا منه كل ما يقوله ولا يعارضوه ويسلموا له حاله من غير اعتبار بالكتاب والسنة فهو وهم مخطئون ومثل هذا أضل الناس فعمر بن الخطاب رضي الله عنه أفضل منه وهو أمير المؤمنين وكان المسلمون ينازعونه ويعرضون ما يقوله - وهو وهم - على الكتاب والسنة وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم )) [4]كلام من ذهب
واعلم أن هؤلاء المتصوفة قد اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وصدق فيهم قول الله تبارك وتعالى { وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ } [5] فانظر إليهم وهم يتراقصون ويتمايلون كتمايل النسوان ويزعمون حب الله فإذا جاءهم الطعام تكالبوا عليه ونسوا شعار الزهد والنسك !
يقول خطيب جمعة صوفي : العبد الفقير الذي أمامكم حفظ القرآن لأجل كوب الشأي الذي كان يعطيه لنا شيخنا رحمه الله يقصد أحد المتصوفة الغلاة فانظر إلى حسن النية والمقصد ولكل امرئ ما نوى
وقال الله عز وجل { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (*) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } [6]
و أفعالهم في طرقهم شابهت ما كان يصنعه المشركين في بيت الله الحرام قال الله عز وجل { وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً } [7]
ثم أسألك كيف تنال كرامة الله بما حرم سبحانه ؟
· أقوال العلماء المالكية في بدعة الرقص الصوفي
- قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة لقمان: { وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (*) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } [8]
استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه.
قال الإمام أبو الوفاء ابن عقيل: قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال ((وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا )) وذم المختال والرقص أشد المرح والبطر.
أو لسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لانقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما في الإطراب؟!
فما أقبح من ذي لحية -وكيف إذا كان شيبة- يرقص ويصفق على إيقاع الألحان والقضبان، وخصوصا إن كانت أصوات لنسوان ومردان، وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثم هو إلى إحدى الدارين يشمس بالرقص شمس البهائم ويصفق تصفيق النسوان ولقد رأيت مشايخ في عمري مابان لهم سن من التبسم فضلا عن الضحك مع إدمان مخالطتي لهم.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: ولقد حدثني بعض المشايخ عن الإمام الغزالي رضي الله عنه أنه قال: الرقص حماقة بين الكتفين لا ينعقد إلا باللعب. وذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء، ويتشبّه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت ([9]).اهـ
- و سئل الامام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية وأعلم حرس الله مدته أنه اجتمع جماعة من رجال فيكثرون من ذكر الله تعالى وذكر محمد صلى الله عليه وسلم ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه ويحضرون شيئا يأكلونه هل الحضور معهم جائز أم لا؟
أفتونا مأجورين وهذا القول الذي يذكرونه دام ينفعك العمل أما الشباب فقد مضى ومشيب رأسك قد نزل وفي مثل هذا ونحوه.
الجواب:
يرحمك الله مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة وما الاسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون فهو دين الكفار وعباد العجل.
وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رءوسهم الطير من الوقار فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا يعينهم على باطل هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق.اهـ ([10])
فهؤلاء سادة العلماء المالكية يرون حرمة هذه الأمور فكيف تأتي كرامة الله من حرمه علينا ؟ وقد أوجزت واختصرت وهناك العشرات غيرهم
فإن قلتَ كان هذا قبل إباحة الدوكالي لعبد السلام بذلك وقد جاءه بذلك الإذن عن أهل الله !
فيقال : وما يدرينا بصدق ذلك غداً يأتينا فاجر يقول أتاني الإذن من أهل الله بالزنا مثلا أو السرقة وهكذا تتساقط الأحكام الشرعية واحدة تلو الأخرى باسم الإذن عن أهل الله !
ثم هل يملك الدوكالي أو فتح الله أو غيرهما أن يبيحوا للمرء ما حرم الله ! إن الحرام ما حرم الله والحلال ما أحل الله ولا يحل لمرء مهما بلغ علمه وفضله أن يبيح محرما أو يحرم مباحا .
قال الله تعالى { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ الشورى ( 21) ] فالأحكام الشرعية والعبادات الأصل فيها المنع إلا ما جاء فيه الإذن من الله من كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم والله لم يرضى بدين غير الإسلام قال الله تبارك وتعالى { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } [11] فهل يملك هؤلاء المتصوفة دليلا شرعيا صحيحا دعنا من المنامات والخزعبلات هل يملكون دليل من الكتاب والسنة على مشروعية ما يفعلون ؟
لأن الدين الكامل الذي جاءنا عن الله في كتابه وعلى لسان رسوله في صحيح السنة لم يكن فيه هذه البدعة قال تبارك وتعالى { الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [12]
فهذه الإضافة التي هي بدعة السماع والتراقص والذكر البدعي لم يرضاه الله لنا دينا إذ الدين الذي رضيه هو الذي جاء به النبي الأمي صلى الله عليه وسلم وما جاءنا في الكتاب وصحيح السنة وليس فيه هذه البدعة .
فإن قلت : هي بدعة لكنها بدعة حسنة
فالجواب ما قال الإمام مالك بن أنس الأصبحي رحمه الله فيما سمعه منه ابن الماجشون :
(( من ابتدع في لإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول { اليوم أكملت لكم دينكم } ، فما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم دينا ))
أم أنك ستقول : أن الإمام مالكا خفي عليه أن بعض الدجالين يزعموا أخذهم الإذن من أهل السماء مباشرة حدثني قلبي عن ربي !
بل هل خفي ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يردد خطبة الحاجة في كل جمعة (( أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ )) [13]
فيا أيها المسلم أيها الأخ الحبيب اتق الله واحذر سخطه وارفض عادات الآباء والأجداد إن خالفت الكتاب والسنة وأحذر فأمامك مصير مهول إنها جنة أو نار قال الله تبارك وتعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [14]
فعليه بقى أن يقال ما حصل لعبد السلام الأسمر في السجن لا يخرج عن أمرين
1- أن يكون ما صدر عن الأسمر شعوذة وسحر وكان له رئي من الجن وهذا موجود عند الهندوس والنصارى فيمشون على الجمر ويطيرون في الهواء ولا تعد هذه كرامة لهم لكفرهم !
2- أن يكون ما ذكر هاهنا محض افتراء وكذب ودجل استعمل ليلقى على الرجل هالة ومكانة مما يمهد لقبول دعواه العريضة التي جاءت بعد ذلك .
فالكرامة لا تظهر بالمعصية – ضرب الدفوف والكفوف – كما أشار السادة المالكية من مفسيرها وعلماءها محرم وأصله من بني إسرائيل كما أشار الإمام الطرطوشي
والولي هو كل تقي لله عز وجل عاملا بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . قال الله تبارك وتعالى { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [15]
فشرط الولاية : الإيمان والتقوى .
والتقوى كما عرفها أهل العلم : هو فعل ما أمر الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تنتهي عن ما نهى الله على نور من الله تخشى عقاب الله .
هذه هي التقوى ! فهل من يتعبد بالبدع والمعاصي يعد تقيا ! ، فكيف يصل عبداً إلى الله بها ! ثم ما نفع إرسال الرسل إن كان بمقدور المرء أن يتعبد بما شاء لله عز وجل دون إتباع النبي الأمي صلى الله عليه وسلم .
إنك حين ما تقرأ هذه القصة أو يقرأها كافر يرغب في الإسلام لتصدنه عنه فإنها تجعل هذا الدين موطن الخرافة والخزعبلات
ثم جعلوا الدوكالي ينكر البندير أولى ثم يسلم له آخرا حتى يربوا المتصوف في صغره أن كل من خالف الطريقة إنما هو على ما كان عليه الدوكالي أولى ويجب عليه أن يسلم كتسليم الدوكالي بعد أن جعله البندير يتمرغ في التراب .
ثم لاحظوا وصف فتح الله كيف وصفوه بأنه صاير يتمايل كتمايل السكران أيصدر مثل هذا عن المتقين ؟
ومن مكايد عدو الله ومصايده ، التى كاد بها من قلّ نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء ، والتصدية ، والغناء بالآلات المحرمة ، الذى يصد القلوب عن القرآن ، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان ، فهو قرآن الشيطان ، والحجاب الكثيف عن الرحمن ، وهو رقية اللواط والزنا ، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقة غاية المنى ، كاد به الشيطان النفوس المبطلة ، وحسنه لها مكراً منه وغروراً ، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجوراً ، فلو رأيتهم عند ذياك السماع وقد خشعت منهم الأصوات ، وهدأت منهم الحركات ، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه ، وانصبت انصبابة واحدة إليه ، فتمايلوا له ولا كتمايل النشوان ، وتكسروا فى حركاتهم ورقصهم ، أرأيت تكسر المخانيث والنسوان؟
ويحق لهم ذلك ، وقد خالط خمارة النفوس ، ففعل فيها أعظم ما تفعله حُمَّيه الكؤوس ، فلغير الله ، بل الشيطان ، قلوب هناك تمزق ، وأثواب تشقق ، وأموال فى غير طاعة الله تنفق ، حتى إذا عمل السكر فيهم عمله ، وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله ، واستفزهم بصوته وحيله ، وأجلب عليهم برجله وخيله ، وخَزَ فى صدورهم وخزاً .
وأزَّهم إلى ضرب الأرض بالأقدام أزا ، فطورا يجعلهم كالحمير حول المدار ، وتارة كالذباب ترقص وسُيَطْ الديار . فيا رحمتا للسقوف والأرض من دك تلك الأقدام ، ويا سوأتا من أشباه الحمير والأنعام ، وياشماتة أعداء الإسلام ، بالذين يزعمون أنهم خواص الإسلام قضوا حياتهم لذة وطرباً ، واتخذوا دينهم لهواً ولعباً ، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن، لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكناً، ولا أزعج له قاطنا، ولا أثار فيه وجداً، ولا قد حفيه من لواعج الشوق إلى الله زنداً، حتى إذا تلى عليه قرآن الشيطان، وولج مزمور سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على عينه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت، وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت، وعلى أنفاسه فتصاعدت، وعلى زفراته فتزايدت، وعلى نيران أشواقه فاشتعلت، فيا أيها الفاتن المفتون، والبائع حظه من الله بنصيبه من الشيطان صفقة خاسر مغبون، هلا كانت هذه الأشجان، عند سماع القرآن؟ وهذه الأذواق والمواجيد، عند قراءة القرآن المجيد؟ وهذه الأحوال السنيات، عند تلاوة السور والآيات؟ ولكن كل امرئ يصبو إلى ما يناسبه، ويميل إلى ما يشاكله، والجنسية علة الضم قدراً وشرعاً، والمشاكلة سبب الميل عقلاً وطبعاً، فمن هذا أين الإخاء والنسب؟ لولا التعلق من الشيطان بأقوى سبب، ومن أين هذه المصالحة التى أوقعت فى عقد الإيمان وعهد الرحمن خللاً؟(( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُريتَهُ أَوْلِياَءَ مِنْ دُونِى وَهُمْ لكُمْ عَدُو بِئْسَ لِلظّالمِينَ بَدَلا )) [الكهف: 50].كلام من ذهب
ولقد أحسن القائل :
تلي الكتاب فأطرقوا لاخيفة…. لكنه إطراق ساه لاهي
وأتى الغناء ، فكالحمير تناهقوا … والله ما رقصوا لأجل الله
دف ومزمار ونغمة شادن … فمتى رأيت عبادة بملاهي
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا … تقييده بأوامر ونواهي
سمعوا له رعدا وبرقا إذ حوى … زجرا وتخويفا بفعل مناهي
ورأوه أعظم قاطع للنفس عن … شهواتها ، يا ذبحها المتناهي
أين المساعد للهوى من قاطع … أسبابه ، عند الجهول الساهي
إن لم يكن خمر الجسوم فإنه … خمر العقول مماثل ومضاهي
فانظر إلى النشوان عند شرابه … وانظر إلى النسوان عند ملاهي
وانظر إلى تمزيق ذا أثوابه … من بعد تمزيق الفؤاد اللاهي
واحكم فأي الخمرتين أحق بالت … حريم والتأثيم عند الله
وقال آخر :
برئنا إلى الله من معشر … بهم مرض من سماع الغنا
وكم قلت : يا قوم أنتم على … شفا جرف ما به من بنا
شفا جرف تحته هوة . . إلى درك كم به من عنا
وتكرار ذا النصح منا لهم … لنعذر فيهم إلى ربنا
فلما استهانوا بتنبيهنا … رجعنا إلى الله في أمرنا
فعشنا على سنة المصطفى … وماتوا على تنتنا ، تنتنا
ولم يزل أنصار الإسلام وأئمة الهدى، تصيح بهؤلاء من أقطار الأرض، وتحذر من سلوك سبيلهم واقتفاء آثارهم من جميع طوائف الملة ) . انتهى كلامه رحمه الله .
فبعد التأمل فيما ذكره الإمام شمس الدين ابن القيم رحمه الله ما بقي لي ولك أيها الأخ الكريم و مابقي لكل منصف من عذر فقد استبان السبيل وتبين الطريق فهل من توبة وأوبة وعودة صادقة لله عز وجل وترك المواريث والتعصب الذميم وأخذ الكتاب بقوة هل من دعوة خالصة مخلصة لتوحيد الله عز وجل و ترك المعبودات من دون الله والتوجه إلى الله رب كل شيء وحده بالدعاء والاستغاثة والنذر والذبح والخوف والرجاء وغيرها من العبادات حفاظا على دعوة نبينا التي جاهد لله فيها حق الجهاد
قال صلى الله عليه وسلم ((مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا بِلَيْلٍ فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهَا هَذِهِ الْفَرَاشُ وَالدَّوَابُّ الَّتِي تَغْشَى النَّارَ فَجَعَلَ يَذُبُّهَا وَتَغْلِبُهُ إِلَّا تَقَحُّمًا فِي النَّارِ وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ أَدْعُوكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَتَغْلِبُونِي إِلَّا تَقَحُّمًا فِي النَّارِ )) [18]
أسأل الله أن يبصرنا وإيّاكم بالحق ويرزقنا إتباعه إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين