هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
غرباااااء
منتدى إسلامي على منهج أهل السنة والجماعة
اللهمأنت ربى لا إلهإلا أنت ، خلقتنىو أنا عبدك ،و أناعلى عهدك ووعدك ما إستطعت..أعوذبك من شر ما صنعت ، أبوء لكبنعمتك على ، و أبوءبذنبى ، فإغفر لى فإنهلا يغفر الذنوب إلاأنت
اللهم إنىأعوذبك من الهم و الحزنو أعوذ بك من العجز و الكسل ، و أعوذبكمن الجبن و البخل ، و أعوذ بك من غلبه الدين و قهر الرجال
دعاء المكروب: اللهم رحمتكأرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين اصلح لي شاني كلهلاإله إلا أنت الله ، اللهربي لاأشركبه شيئاً
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد ..
من علامات الحديث الموضوع أن يكون فيه دعوة إلى ما يضاد العقيدة الإسلامية ؛ مثل الطواف حول القبور أو دعاء غير الله سبحانه وتعالى ، وقد كتبت في هذا حلقة مفردة في ( لا تكذب عليه متعمداً ) بجريدة المدينة ، ثم رأيت أن أعيد أهم ما جاء في تلك المقالة ؛ مع إضافات مفيدة ؛ لما في ذلك من هدم لما يفعله القبوريون والمتصوفة والمبتدعة من تعلق بالميت ، وطواف حول قبره ، ونذر وذبح القرابين - كما هو في بعض البلاد الإسلامية – لأصحاب تلك القبور فقد روى ابن الجوزي في ( الموضوعات ) برقم ( 513 ) من حديث أبي هريرة مرفوعاً : ( يا أبا هريرة ! علم الناس القرآن وتعلمه ؛ فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق ( ! ) وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك 0 وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدثن في الدين حدثاً برأيك ) !.
وآفة الحديث : محمد بن مجيب أبو همام القرشي ؛ فإنه كذاب عدو الله كما قال ابن معين ! وقال أبو حاتم : ذاهب الحديث .. فتعقب السيوطي ابن الجوزي - كعادته في أكثر تعقباته الضعيفة !- بأن له طريقاً أخرى عند أبي نعيم ؛ فذكر نحوه إلا أنه قال : ( فإن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام ) !! ( اللآليء المصنوعة ) 1 / 222
قلت : وهذه زلة من السيوطي ؛ فإن هذا التعقب بهذا الحديث الذي كما يقول شيخنا الألباني : ( هو أشد نكارة عندي من الأول ؛ لما فيه من ذكر الحج إلى القبر ؛ فإنه تعبير لا أصل له في الشرع ، ولم يرد فيه إطلاق الحج إلى شيء مما يزار إلا إلى بيت الله الحرام ، وإنما يطلق الحج إلى القبور المبتدعة الذين يغالون في تعظيم القبور ؛ مثل شد الرحال إليها ، والبيات عندها ، والطواف حولها ، والدعاء والتضرع لديها ، ونحو ذلك مما هو من شعائر الحج ؛ حتى ألف بعضهم كتاباً سماه ( مناسك حج المشاهد والقبور ) على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه 000 ثم قال رحمه الله : اللهم إن القلب يشهد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما صدر منه حرف من هذا ؛ فقبح الله من وضعه ، وأنا أتهم به ابن شبيب هذا 000 ( الضعيفة ) برقم ( 265 ) وأنا أشهد أن هذا الحديث كذب مختلق لم يخرج من مشكاة النبوة قط!
وابن شبيب هذا هو المقريء المشهور المعروف بالأصبهاني الذي يروي عن ورش قراءته المشهورة ؛ لكنه للأسف كأكثر المشتغلين بالقراءة دون التفات إلى الحديث كحفص المقريء المشهور ؛ فإنه متروك الحديث على جلالته في القرآن ! وليس هذا بعجيب كما قد يتبادر إلى أذهان العامة والجهلة ؛ لأنه كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل وأحاديثه مناكير كما قال العلماء ؛ لكنه ثبت في القراءة 0 قال الذهبي : كان ثبتاً في القراءة واهياً في الحديث ؛ لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده ، وإلا فهو في نفسه صادق 0 ( الميزان ) 1 / 558
وهكذا الأصبهاني فإنه مجهول في الحديث لكنه إمام في القرآن ؛ وقد روى المناكير كما في ترجمته من ( طبقات المحدثين بأصبهان) لأبي الشيخ ابن حيان 3 / 469 -472 بتحقيق البلوشي.
فمن مناكيره بل موضوعاته : ( من كتب بسم الله الرحمن الرحيم مجودة تعظيماً لله غفر الله له ) ! وهذا وإن لم يكن المتهم به الأصبهاني ؛ فإن مَن دونه في السند : كذابان ومتروك !!! لكنه مما لم يكتبه أبو الشيخ إلا عنه ؛ فهو المتفرد به !.
ومنها : عن طارق بن شهاب قال : ( دخلت على عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم معتكفون على شراب لهم (!) وعندهم قينة (!) - في المطبوع ( قتيبة ) !! ولا معنى لها بل هي ظاهرة في التحريف ! - قلت : أنتم النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
فقال أبو مسعود الأنصاري : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رخص لنا في الغناء في العرس ، وفي النوح ( !! ) في المصيبة ) !
وهذه والله هي المصيبة ! أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام يجتمعون للشراب مع قينة ( ! ) ثم يكذبون عليه صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون إنه رخص لهم في النوح في المصيبة !! والله ! إن القلب ليشهد بأن هذا كذب عليهم رضوان الله عليهم !
وليس في إسناده من ينظر فيه إلا الأصبهاني هذا ! والحمل عليه فيه ؛ ولا أدري كيف خفي هذا الهراء على المحقق ؟!
وأما تقليد محقق ( الموضوعات ) لابن عراق في ( تنزيه الشريعة ) 1 / 268 - 269 في أن المتهم بوضع الحديث هو شيخ أبي نعيم : عبد الله بن محمد بن جعفر : فدليل على ضحالته في هذا العلم الشريف ؛ لأن ابن حيان هذا ثقة مصنف وهو المعروف بأبي الشيخ!.
وقد سبق شيخنا الألباني إلى القول في هذا الحديث الحافظ السلفي كما في ( الضعيفة ) فقال : هذا حديث منكر .. أما الذي صنف للمبتدعة كتاباً في ( مناسك حج المشاهد ) فقد وقفت على اسمه في ( الفتاوى ) 27 / 167- 168، 256 وأنه : المفيد بن النعمان الذي كما قال شيخ الإسلام : شبه بيت المخلوق ببيت الخالق!