هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
غرباااااء
منتدى إسلامي على منهج أهل السنة والجماعة
اللهمأنت ربى لا إلهإلا أنت ، خلقتنىو أنا عبدك ،و أناعلى عهدك ووعدك ما إستطعت..أعوذبك من شر ما صنعت ، أبوء لكبنعمتك على ، و أبوءبذنبى ، فإغفر لى فإنهلا يغفر الذنوب إلاأنت
اللهم إنىأعوذبك من الهم و الحزنو أعوذ بك من العجز و الكسل ، و أعوذبكمن الجبن و البخل ، و أعوذ بك من غلبه الدين و قهر الرجال
دعاء المكروب: اللهم رحمتكأرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين اصلح لي شاني كلهلاإله إلا أنت الله ، اللهربي لاأشركبه شيئاً
عدد الرسائل : 934 العمر : 103 البلد : @ العمل/الترفيه : البتسامه الصادقه من قلب مخلص العمر : 0000000 : علم الدولة : نقاط : 1286 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 06/01/2009
موضوع: يا داعياً إلى الله!!.... هل أنت حقا تعرف الله؟؟.. الخميس يونيو 25, 2009 11:42 pm
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم ارزقنا صدق محبتك، وصدق التوكل عليك.. هذا الموضوع خاص بمن رفع شعارات الدعوة إلى الله، او تصدى لالقاء المواعظ أو الدروس، واعتبر نفسه عضوا عاملا في هذه الدعوةالدعوة إلى الله
إخوتي الكرام.. أحيانا نرى من شباب ملتزم، تصدّر للدعوة إلى الله، تصرفات لا تليق بهذه الدعوة ولا بمن يعمل لها... .ولن أضرب أمثلة، لحساسية الموضوع، ولأن كل إنسان يستطيع ان يحاسب نفسه ويعرف هل الكلام ينطبق عليه ام لا... "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".. نناقش هذا الشخص ونقول له كيف تفعل هذا؟ وأنت قدوة لزملائك ومن حولك من شباب... فتكون الأعذار: ماذا أفعل؟ الظروف أقوى مني... لقد حاولت كثيرا ولم أستطع... أنت لا تعرفين ظروفي الصعبة... مكره أخاك لا بطل...
أنا هنا لا أتكلم عن زلة أو عثرة مما قد يقع فيها كل ابن آدم، وإنما أتكلم عن مواقف او تصرفات علنية تتخذ مع اصرار وتخطيط ووعي، على انها رغم أنها تغضب الله عز وجل، وتسيء للدعوة والدعاة، وتشجع الشباب على المعاصي والتفلت، وتشوه صورة الملتزمين في عيون الناس، حتى لا يبقى فرق بين ملتزم وغير ملتزم، يقدم الملتزم على هذه التصرفات على أنه مغلوب على امره، وهي الخيار الوحيد أمامه..
وسؤالي الآن: أيها الداعي إلى الله.. أليس جوهر دعوتك هو محاربة العادات والتقاليد البالية، وتعبيد الناس لربهم؟ فكيف تستعبدك هذه العادات والتقاليد وتشل حركتك؟كيف تزعم أنك تريد أن تصلح الكون وتغير الدنيا وتعظ الناس، وانت عاجز في امورك الشخصية عن إحداث أي تغيير...؟ كيف تزعم أن أمنيتك الشهادة في سبيل الله، وأنك نذرت حياتك لله، وأنت في أبسط التصرفات الشخصية لا تستطيع ان تتبع منهج الله، بل تستسلم استسلاما خانعا ذليلا لعادات وتقاليد جاهلية، تسربت لمجتمعاتنا وتفشت واستحكمت في غفلة منا عن ديننا وشرعنا، حتى صارت في اعراف الناس شرعا جديدا أجدر بالاتباع؟
- قال لي: ماذا كنت تفعلين لو كنت مكاني... ؟لقد حاولت كذا فلم أستطع، وحاولت كذا ولم أستطع، فماذا كنت أفعل؟ لقد اخترت أهون الأضرار...
يعجبني الفقه والعلم الشرعي عندما يوظف لتسويغ ضعفنا وعجزنا وسلوكياتنا الخاطئة.. فعلا إذا لم يكن أمام المرء إلا ضررين أو إثمين ولا خيار ثالث، فيختار اهونهما ليدفع أعظمهما... فإن أشرف المرء على الهلاك ولم يجد ما يسد به رمقه الا لحم ميتة، فانه يأكل الميتة لينقذ نفسه...
ولكن هل يصل الملتزم في كل أمر الى درجة الهلاك الذي يجب دفعه عن النفس بارتكاب أخف الاثام؟
هل يكون فعلا في حالة اضطرار لمثل هذه التصرفات المسيئة والمهينة له وللدعوة وللدعاة، والتي تخلط المفاهيم في عقول الشباب المدعو، فلا يفرق بين حق وباطل، لأن قدوته فعل كذا وكذا...؟
اذكر مرة أن أحد كبار شيوخ الشام، الشيخ هاشم الخطيب رحمه الله، علم أن وزير الثقافة يجهز فتيات الثانوية ليستقبلن ضيفا رسميا أوروبيا يزور البلد بالزهور والرقص... فذهب إليه وأمره ونهاه، فقال له: يا شيخنا، مكره أخاك لا بطل... لا أستطيع ان أفعل شيئا.. فقال له إاذا كنت انت الوزير لا تستطيع أن تفعل شيئا، فماذا يقول من دونك، وما أهمية هذا المنصب إذن؟ تنحى عنه واتركه.. فأطرق الوزير أمام هيبة وصدق العالم وقال له: أعدك يا شيخنا إن لم أستطع منع هذا أن أتنحى وأستقيل.. وبالفعل منع الوزير ذلك الاستقبال المشين... وحادثة أخرى مؤسفة... حصلت في الستينات.. شباب بين الالتزام والغفلة، تحمسوا لاحدى الجماعات الاسلامية المشهورة في ذلك الوقت، وكان للجماعة شعارات، يضعها الشاب على صدره كرمز لانتمائه لها... ويوما اجتمع هؤلاء الشباب في كباريه.... نعم كباريه... فساعة لربك وساعة لقلبك (عياذا بالله من هذا المفهوم ومن تطبيقه) وكان أحدهم لازال يحمل على صدره شعار الجماعة الإسلامية، فهمس له أحدهم: استح، تريد الاستمتاع بوقتك في الملهى، على الأقل انزع هذا الشعار من صدرك لا تفضحنا...
أخي ، أختي الداعية: ان كنت مضطرا لفعل المعاصي، والمجاهرة بها، لانك ضعيف عاجز لا تستطيع مقاومة الظروف ولا تغيير العادات، تخاف على زعل الماما والبابا والعمو والخالو، ... فعلى الاقل لا ترفع شعارات الدعوة البراقة وتنحى عنها... ويكفينا ما فينا... أما ان تزعم أن الرسول قدوتك، والشهادة امنيتك، ثم لا تستطيع تحمل أقل أذى ولو معنوي أدبي في سبيل مبادئك.... فياله من رياء، وياله من نفاق... ويالها من ازدواجية..
أخي ، أختي الداعية..لو صح منك الهوى.. أرشدت للحيل.. لو صح منك العزم وصدقت في محبتك لله، وإيثار محبته على كل ما سواه... لكنت عرفت ربك حق المعرفة..
الله تعالى يا إخوتي ليس فقط مشرعا حكيما عليما ، أنزل لنا شرعا محكما وأوجب علينا اتباعه، بحيث نتعلم الشرع ونسعى لتطبيقه، وما عجزنا عنه تتبعنا الرخص وبحثنا عن الفتاوى والحيل الشرعية، او استترنا بستار المكرهين الذين لا تثريب عليهم فيما فعلوه...
لو صح منك الايمان لعلمت ان الذي انزل لك الشرع الذي تدعو وتناضل لتحكيمه: إله قدير، أمره بين الكاف والكون، إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء، وهذا الرب القوي القدير، سميع قريب مجيب، يجيب دعوة الداع إذا دعاه..
هل تعرف هذا عن ربك يا من تدعو إليه؟
فما بالك إذا ضاقت بك السبل، ونفدت منك الحيل تستسلم وتخضع وتحني رأسك؟
ما بالك لا تفر وتلجأ إلى ربك، تسجد له وتمرغ خديك على أعتابه، وتجأر له بالدعاء، وتلح عليه، وتطرق أبوابه لا تسأم، وتوكـِّله في أمورك، وتسأله ان يدبر لك لأنك عجزت عن التدبير؟
ما بالك لا تسأله أن يغير قلوب من حولك حتى تلين لك وترضى؟ ما بالك لا تسأله سبحانه ان يفرج لك همك ويعينك على الثبات على الحق دون ان تتنازل وتخضع وتتراجع؟ مابالك لا تقول له أنت مقصودي ورضاك مطلوبي فاكفني همومي بما شئت، واحلل عقدة حالي وأوجد لي من أزمتي فرجا ومخرجا فلا أعصيك ولا أفعل إلا ما يرضيك؟ مابالك طرقت كل أبواب العباد ونسيت بابه الذي لا يغلق في وجه سائل؟ لماذا تسأل عبدا فقيرا عاجزا ضعيفا وتنسى ربا قويا عليما قديرا رحيما؟
أما رأيت صاحب القضية المظلوم يوكل محاميا عليما بمداخل القانون ومخارجه ليأتي له بحقه؟ فلم لا توكل ربك القوي القدير العليم الخبير...؟