الكلمات المظلومة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين أما بعد: الكلمات المظلومة موضوع مهم ذكره الإمام الأديب رئيس
خمعية العلماء المسلمين الجزائريين وركز -رحمه الله- على بعض الكلمات وإن
كانت هناك كلمات كثيرة إن كان في العمر بقية نذكرها إن شاء الله.

الكلمات المظلومة
* المقاديم: عند العرب جمع مقدام، وهو الذي يقدم على العظائم والشاهد قول شاعرهم
مقاديم وصالون في الروع خطوهم...........بكل رقيق الشفرتين يماني
أما عندنا فالمقاديم جمع مقدّم على غير قياس ولا معنى.
والمقدّم :عندنا رتبة عسكرية (يوطنو كولونثيل) بالفرنسية وكذالك تطلق على المسؤول في شؤن الزواية.
* الكلية :عند جميع الأمم هي معهد عالي
تدرس فيه العلوم العالية، وتبحث في حقائقها النهائية نظرا وتطبيقا، أما
عندنا فالكلية مكتب إبتدائي تقرأفيه أولويات العلوم.
إن ظلم الكلمات بتغيير دلا لتها كظلم الأحياء بتشويه خلقتهم، كلاهما
منكر، وكلاهما قبيح، وإن هذا النوع من الظلم يزيد على القبح بأنه تزوير
على الحقيقة، وتغليط للتاريخ، وتضليل للسامعين، ويا ويلنا حين نغتر بهذه
الأسماء الخاطئة، ويا ويح تاريخنا إذا بني على هذه المقدمات الكاذبة، ونغش
أنفسنا إذا صدقنا أن مدارسنا الإبتدائية كليات، ويا خجلتنا بين الأمم
الجادة، إذا صارفتنا على السماع بالقناطير فلم تجد عند العيان إلا
الاالدوانق.
* الإستعمار :عجيب وهل الإستعمار مظلوم ؟
إنما يقوال هذا (كولون الشمال)أي المستوطنون الأروبيون و الشمال شمال
إفريقيا، أصحاب الكمياء التي أحالت السيد عبدا، والدخيل أصيل، أما انت
فتوبتك أن تحشر كلمت (مظلوم) هذه في الكلمات المظلومة.
هون عليك فإن المظلوم هنا هو هذه الكلمة العربية الجليلة التي ترجموا بها إلى معنى خسيس.
مادة هذه الكلمة هي العمارة ومن مشتقاتها التعمير ، والعمران ، وفي
القرآن( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) فأصل هذه الكلمة في لغتنا
طيب،وفروعها طيبة،ومعناها القرآني أطيب وأطيب،.
ولكن إخراجها من المعنى العربي الطيب إلى المعني الغربي الخبيث، ظلم لها، فاستحقت الدخول من هذا الباب، والإدراج تحت هذا العنوان.
فالذي صير هذه الكلمة بغيضة إلى النفوس، ثيلة على الأسماع، مستوخمة في
الأذواق، هو معناها الخارجي-كما يقول المنطق- وهو معنى مرادف للإثم ،
والبغي ، والخراب، والظلم،والتعدي والفسادوالنهب والسرقة والشره والقسوة
والإنتهاك والقتل والحيوانية ....إلى عشرات من مئات هذه الرذائل .
ووا عجبا تضيق الأوطان على رحبها بهذه المجموعة، وتحملها كلمة لا تمت
إلى واحد منها ينسب، وإذا كنا نسمي من يجلب هذه المجموعات-من كبائر
الإثم والفواحش إلى وطن- ظالما، فأظلم منه من يحشرها في كلمة شريفة فبي
لغتنا:ليخدع بها ويغر،وليهون على الفرائس شراسة المفترس، وفظاعة الإفتراس.
أما والله لو أن هذا الهيكل المسمى بالإستعمار لكان حيوانا من حيونات
الأساطير بألف فم للإلتهام، وألف معدة للهضم، وألف يد للخنق، وألف ظلف
للدوس، ،وألف مخلب للفرس، وألبف ناب للتمزيق ،وألف لسان للكذب وتزين هذه
الأعمال ولكان مع ذالك هائجا بادي السوءات والمقابح على أسوإ ما نعرف من
الغرائز الحيوانية.
سموا الإستعمار تخريبا -إذ لا يصلح كلمة استخراب في الإستعمال- لأنه يخرب
الأوطان والأديان والعقول والأفكار،ويهدم القيم والمقامات والمقومات
القوميات.وخذوا العهد على المجامع اللغوية أن تمنع استعمال هذه الكلمة في هذا المعنى الذي لا تقوم بحمله عربة مزابل

اخوكم في الله ابو اسامة طارق بن زياد الاعتصام بالكتاب والسنة وعلى ماكان عليه سلف هذه الامة

..