الصبر طيب .. صبر فلسطين
من منا لم يتذوق الصبر , خصوصا وهو مشبع بندى
فلسطين .!!
في فلسطين يكفي الندى لوحده في الصيف ليسقي الأشجار ويرطب عروقها
وأوراقها , ويكفي ليحيل الثمار لكؤوس من الشهد , ثمار التين لا تنضج ولا تصبح لذيذة
الطعم جدا أن لم ترتوي من الندى فتتشقق ليسيل منها أطيب أنواع الشهد , لكن ليس
لأصحاب مرضى السكري , كذلك ثمار الصبر والتي يسميها بعض العرب التين الشوكي
.
ما مناسبة هذا كله !!
قد يكون دخول موسم التين والصبر والعنب في
فلسطين , لكن الحقيقة أن الصبر الفلسطيني تربطه علاقة جدلية بالصبر الفلسطيني ( لم
أخطئ ) , والصبر الفلسطيني يتشابه كثيرا مع الإنسان الفلسطيني , وليس من المجحف أو
الظلم أن نقارن الإنسان الفلسطيني بالصبر , فكلاهما ثمرتين من ثمار الأرض المباركة
, و كلاهما يرتويان بالندى في مواسم الصيف وبالشتاء الغزير في أشهر كوانين ,
وكلاهما يتجذران في عمق هذه الأرض حتى وإن شحت أو قست عليهما ظروف الحياة
.
الصبر شجرة أو تحيا في شدة الحرارة وشظف الطبيعة وشح الماء , لكنها تعطي
ثمرة لذيذة وحلوة جدا لا تصدق أنها تخرج من بين ظمأ ولهيب الطبيعة , لكن الثمرة
الطيبة جدا هذا تحوي بداخلها كمية من البذور القاسية جدا والكفيلة بخلخلة أسنان
الإنسان من مكانها , وهي صعبة وعسيرة على الهضم , وحتى تصل لهذه الثمرة عليك أن
تقاسي وبشدة شوكها الناعم جدا والذي قد لا تراه بوضوح يعصفه الريح في عينيك , ولعل
من نافلة الحديث الإشارة أن معظم سكان القرى التي تُكثر من زراعة الصبر لهم مشاكل
شديدة في العيون.
أوجه الشبه كثيرة بين شعبنا الفلسطيني وبين ثمار وأشجار
هذه الأرض المباركة , شعبنا طيب وكريم ويحتمل ويصبر أكثر من جمال الصحراء وأكثر من
صبر فلسطين لكنه عصي على الهضم والابتلاع كما أن شوكه شديد الأذى في عيون اللصوص
.
ترى كم صبر شعبنا على لصوص أسلو